العقاب والتحفيز في منهج منتسوري:

يعتبر العقاب في منهج ماريا منتسوري أمرا مرفوضا وغير مقبول أثناء التعامل مع الأطفال، كما يعتبر التحفيز أمرا غير صحي، حيث تعتبر التحفيز يجب أن يكون داخليا. فما هو المبدأ الذي تستند إليه للقول بعدة جدوى الثواب والعقاب؟

وكيف يقوم الطفل في فصل منتيسوري؟ وماذا افعل إذا أخطأ طفلي وكيف أعاقبه بطريقه مونتيسوري؟

وما هي مقترحات ماريا مونتيسوري لتقويم سلوك الطفل؟

فلسفة ماريا منتسوري في التعليم ورفض العقاب

حسب أسلوب منتسوري لا توجد

·       امتحانات

·       جداول تقييمية

·       هدايا ومكافآت.

المبدأ هو :"لا يوجد أي شيء مقابل عمل الطفل"  من هنا يحسن طلاب فصول منتيسوري التصرف ويدرسون بكفاءة دون أي تحفيز خارجي.

والسبب في ذلك أن الحافز ذاتي وليس خارجي، فقد رفضت ماريا منتسوري منهج الثواب والعقاب واعتبرته تدخلا في عملية التعلم، وأنه يفشل الهدف المرجو منه، ويقلل الدافع الذاتي الشخصي والوظائف الفكرية وعملية الابداع برمتها.

لاحظت ماريا منتسوري في أحد المرات أن  الأطفال لا يميلون إلى الهدايا التي قدمت إليهم بعد اجتيازهم لقراءة  عدة كلمات واقتراح الهدايا من جانبها، وعلى العكس من ذلك شعروا بالإنجاز الداخلي وطلبوا المزيد من التمارين

وفي مرة أخرى أحبت أن تكافئ طالبا أجاد الانصات في لعبة الصمت (مادة الحياة العملية في نهج منتسوري) بحلوى فرفض  وتنحى جانبا.

الثواب والعقاب الهاء عن الغرض:

تخلق المدرسة العادية فرصا كثيرة للحافز الخارجي  لأن طلابها لا يجدون الحافز الداخلي لاستكمال مهامهم التعليمية، إذا فرضنا أننا أخبرنا طلاب تلك  المدارس  أنه لم يعد هناك ثمة اختبارات ولا درجات تقييمية، ترى ماذا سيفعلون؟ سيهملون دراستهم، وهذا بسبب أن حافزهم الذاتي قد دمر من قبل، فاصبحوا يجيدون عملهم لأن هناك ما ينتظرهم  من المكافآت أو درجات مرتفعة.

يتفوق أطفال منتسوري الذين قضوا في فصول منتسوري فترة من الزمن على أطفال المدارس العادية عندما ينتقلون  إلى فصول منتسوري التي لا تعتمد على المحفزات الخارجية.

كيف يقيم الطفل في فصل منتسوري؟

صممت الدكتورة ماريا منتسوري الأدوات ووضعت بها عاملا مهما وهو ضابط الخطأ، لكي يصحح الطفل لنفسه بنفسه دون الرجوع إلى المدربة، وعن طريق مبدأ التكرار الذي يلعب دورا مهما في البناء المعرفي للطفل، والدرس الثلاثي المراحل وملاحظه المدربة لأداء كل طالب، تقييم المدربه أداء الطالب عن طريق كتابه وصف دقيق لطريقه أدائه والوقت المستغرق وحتى تعابير وجهه فيصبح تقييما وصفيا لا رقميا أو تقديريا كما في التعليم التقليدي، ويصبح لكل طالب مساحته الخاصة التي يتعلم طبقا إليها دون الرجوع إلى قوائم معدة مسبقا دون الرجوع الى مقارنته بباقي الطلاب.

اقرأ أيضا: مراحل نمو الطفل حسب ماريا مونتيسوري

ماذا افعل إذا أخطأ طفلي وكيف أعاقبه بطريقه مونتيسوري؟

 حذرت الدكتورة ماريا مونتيسوري في الكثير من كتبها من طرق عقاب الطفل وتأديبه فقد تأتي بنتائج عكسية لا يحمد عقبها، ومن اكتشافات الدكتورة ماريا منتسوري في رحلتها لاكتشاف الطفل أن العقاب بالضرب أو الصراخ يجعل مخ الطفل يفرز ماده الكورتيزول والتي تجعل الطفل غير قادر على العمل أو الفهم، ويبدأ الطفل في البكاء والصراخ هو أيضا.

فالصراخ من الأهل يتبعه صراخ من الطفل.

 الطفل عندما يعاقب بالحرمان من شيء يحبه فإن نوع هذا العقاب يعلم الطفل أن يكذب أو أن يخفي تصرفه الذي كان سببا في عقابه وحرمانه من شيء يحبه. عقاب الطفل دائما ما يكون أكبر بكثير من الخطأ الذي فعله لماذا؟ لأنه مخلوق ضعيف وصغير ولا يستطيع أن يرد.

 هل يحدث ذلك لأن الأهل يعانون من كثرة  ضغوطات الحياه اليومية فينفسونها في وجه هذا المخلوق الضعيف، وبالتالي فان تلك الأساليب من العقاب لا تؤدي إلى النتيجة المرجوة، ولا تحسن سلوك طفلي ولا تقومه، كما أن ذلك يسبب الكثير من الآثار السلبية على المدى البعيد، لذا فان الدكتورة ماريا مونتيسوري قامت بتقديم بعض المقترحات و الخطوات لتقويم الطفل وتحسين سلوكه.

مقترحات ماريا مونتيسوري لتقويم سلوك الطفل:

 أولا: ضبط النفس أمام الطفل ومنع الصراخ :

يجب على الآباء ضبط النفس أمام الطفل وعدم الصراخ أمامه، و قدمت الدكتورة ماريا مثال على قدره الشخص على ضبط نفسه إذا اراد ذلك،  وقالت:"  لو انك لديك خادمه في بيتك تساعدك في الأعمال المنزلية هل يمكن في لحظه ما أن تصيحي في وجهها  متعللة بفقدانك لأعصابك ، لا لن  تستطيعين ذلك.  إذا لماذا تستطيعين السيطرة على نفسك امامها ولا تستطيعين ذلك مع ابنك" اذا نحن يمكننا ضبط أنفسنا إذا أردنا ذلك.

ثانيا وضعه لبضع دقائق في مكان محدد واعطائه الامر بشكل حازم وبدون صوت عال:

 وهذا أفضل ربما بعد دقائق سيعلم الخطأ الذي اقترفه وسيعتذر عن ذلك.

 ثالثا عندما يقوم الطفل بإتلاف شيء قام باحتضانه

عندما يخطئ الطفل اجعل نفسك في مستوى رؤيته وأخبره أنه مخطي واجعله يساعدك في التنظيف او اصلاح التلف لكي يفهم الطفل خطأه ويتجنب تكراره لأنه طفل منضبط وليس لأنه طفل خائف من العقاب.

رابعا: الاعتذار من الطفل:

إذا فقدت أعصابك أمام الطفل يجب عليك الاعتذار له واخباره أن الشخص ذو الصوت المرتفع انسان مخطئ وأن على المخطئ أن يعتذر كوني قدوه له. وتأكدي من أنه قد يقبل اعتذارك ويسامحك حتى يتعلم الطفل معنى الاعتذار

اقرأ المزيد حول مبادي نظام منتسوري في التعليم

ركن العقاب في منهج منتيسوري

 مثل هذه الأساليب أو غيرها للعقاب والمستعملة لإرهاب الطفل تجعله يشعر بأنه كالمسجون في الحبس الانفرادي. والحبس الانفرادي في السجون هو أسوء وسيله لمعاقبه مجرم فهي تشعره بالتوتر والخوف والقلق والترقب والاكتئاب والغضب والعدوانية، ويصاب بنوبات من الصراخ والعدوانية، وربما أصيب بانفصام إذا استمر حبسه لفتره طويله.

 كل ما سبق هي من الاثار المترتبة على عزل الإنسان لفترات طويله، فكيف لنا أن نفعل هذا بطفل، فنقوم بعزله في ركن لفتره طويله، وربما تكرر عزله وطالت الفترة سيكون لذلك أثر سلبي على تكوين شخصيته فيزداد غضبه ويظهره في صورة صياح أو انفعال أو عناد أو عدم مبالاة بذلك بعد العقاب مهما كان،  وأيضا تمتد عدم مبالاته إلى الأم أو المعلمة.

 هل عقاب الطفل هنا حقق الهدف المرجو؟ هل قام بتعديل سلوكه؟  لا،  بالعكس لقد أفقدك أيضا علاقتك بالطفل واصبح ينظر إلي على أني شخص صاحب سلطه يريد أن يقهره ويكسره.

ركن السلام عند منتسوري

 زاويه السلام يمكن عملها في البيت أو في الحضانة، وهو البديل الصحي لركن العقاب، يستخدم هذا الركن لحل نزاعات واحلال السلام وتشجيع بيئة سليمه وغرس عادات وسلوكيات سليمة لدى الطفل، و هو اختياري كما هو الحال في كل أنشطه منتسوري.

 يمكن تأسيس ركن السلام في أحد أركان المنزل بأن تكون هناك سجادة مفروشة، وطاولة وكرسي في ركن ما، ونجعل الطفل يجلس مع نفسه حتى يهدأ ونضع له أشياء تساعده على الهدوء.

 مثلا نعطي له إناء  فيه ورده ونسميها ورده السلام فيقوم الطفل بإهداء الطرف الذي اخطأ في حقه ورده السلام. أيضا يمكن وضع سلة على الطاولة بها بعض الصور التي تحمل التصرفات الحميدة المحبة والمتألفة، و أيضا يمكن أن نجعله يستمع للموسيقى.

 قواعد ركن السلام

 الركن مخصص لطفل واحد فقط.

 يجب أن يكون الطفل هو من اختار ركن السلام ولا يتحدث إلى أي شخص آخر حتى يهدا.

 الوقت المتوقع أن يظل فيه الطفل من خمسه إلى 10 دقائق من الهدوء والتأمل.

 يتم اقتراح زياره هذا الركن لكل الأطفال الواحد تلو الاخر حتى يحظى بالتأمل والهدوء النفسي.

اقرا أيضا :مقارنة بين منهج منتسوري والمنهج التقليدي التعليمي